لماذا يتم قياس الانبعاثات الكهرومغناطيسية في جمهورية مصر العربية
أدى ظهور أجيال جديدة لتكنولوجيات التليفون المحمول وزيادة أعداد المحطات إلى زيادة المخاوف بين المواطنين حول المخاطر التي يمكن أن تمثلها هذه الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من هوائيات محطات المحمول على صحة المواطنين وابنائهم. الأمر الذي يؤدي إلى رفض سكان العقارات تركيب أي محطات جديدة.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن هذه المخاوف نشأت في الأصل عن طريق نشر دراسات طبية غير مدققة وغير صحيحة عن تأثير هذه المحطات على صحة المواطنين، الأمر الذي خلق شعور بوجود مخاطر من إنشاء هذه المحطات.
ما هي ” خريطة الانبعاثات الكهرومغناطيسية في جمهورية مصر العربية”
في إطار المسئولية المجتمعية، يحرص الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات على مراقبة المجالات الكهرومغناطيسية المنبعثة من محطات التليفون المحمول ومحطات البث التلفزيونية وأجهزة الإرسال اللاسلكي، إلخ ومدى تأثيرها على المواطنين، … يقوم الجهاز بإجراء القياسات الميدانية بواسطة المعدات المتخصصة لقياس الانبعاثات الكهرومغناطيسية في الحيزات الترددية المختلفة لتوفير مؤشرات حول البيئة الكهرومغناطيسية، وذلك للتأكد من أن المجالات الكهرومغناطيسية الصادرة من محطات المحمول في الحدود الأمنة لصحة المواطنين والتي تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية و توصيات الاتحاد الدولي للاتصالات رقم (ITU-T k.70)، حيث يتم اجراء هذه القياسات في كافة المدن والمراكز الرئيسية على مستوى الجمهورية وخاصة في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية والتي يتواجد بها عدد كبير من محطات المحمول حيث يتم تحديث مؤشرات هذه القياسات دورياً من أجل طمأنة المواطنين من خلال وجود كيان لمراقبة هذه الانبعاثات وضمان توافق هذه القياسات مع المعايير، وتتيح الخريطة للمواطن اختيار اقرب نقطة قياس موجودة لمكان تواجده وإظهار قيم الانبعاثات المغناطيسية بالمنطقة والتأكد من أن هذه القيم في الحدود الأمنة للصحة العامة.
قواعد وضوابط إنشاء محطات المحمول
يخضع تركيب محطات المحمول لقانون تنظيم الاتصالات رقم 10 لسنة 2003 والذي ينص في المادة السادسة “يختص الجهاز بوضع القواعد الفنية المتعلقة بالسلامة الصحية والبيئية الواجبة الإتباع عند تركيب وتشغيل واستخدام شبكات الاتصالات ومتابعة تنفيذها وتشغيلها للمعايير التي يتم وضعها بالاتفاق مع الوزارات والجهات المعنية بالدولة ونصوص التطبيق الخاصة به”.
ومن هذا المنطلق فقد قام الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بالتعاون مع وزاراتي الصحة والسكان والبيئة بتشكيل لجنة متخصصة لدراسة تأثير تعرض المواطنين للموجات الكهرومغناطيسية من محطات وأبراج التليفون المحمول ووضع الضوابط اللازمة لتركيب هذه الشبكات داخل الكتلة السكانية، وتم وضع عدة بروتوكولات والتي تضمنت الكود المصري لإحكام ضوابط إنشاء محطات المحمول داخل الكتلة السكانية وتم اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة بحيث لا يتم تشغيل هذه المحطات إلا بعد قيام الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بمعاينة هذه المحطات والقيام بالقياسات الفنية اللازمة لتحديد مطابقة المحطات للبروتوكولات الموضوعة وإصدار شهادات معتمدة بالمطابقة.